الرقص فوق أشلاء الوطن
يوم عادي ككل الأيام..
لا اكتراث للناس سوى بمشاكلهم الذاتية التي لا معنى لها..
حبيب.. وزوج.. رسوب في الامتحان يدخل صاحبه قمة الإنكار الذاتي..
عجوز ينظر لي بنفس النظرة اليومية الفارغة..المليئة..
ثم يمضي..
الكل يمضي.. وليس أكثر..
مواطنون بلا وطن يسارعون للتسجيل في انتخابات ديمقراطية..
أمي تودعني بنظراتها وكأنني كنز العالم الثمين..
احمل حقيبتي وامضي..
أودع آخي الذي رافقني انسجامي معه طوال الطريق..
نمضي وتمضي بنا دروب لا تجمعنا..
الكل منظره مرتب وجميل..
لكل عطره الذي يميزه بشكل غبي عن غيره..
ولله في خلقه شؤون..
صوت مغن يصدح من سيارة أجرة تمر مسرعة..
يغني لحب.. لم يعد له معنى.. ولا وطن..
الكون يتراكض من حولنا..كل يوم أصبح مقداره خمسون ألف سنة..
ولا زالت أيامنا ..حبيب ..وزوج ورسوب وعجوز..
(نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها السبيل)
لكننا نحتاج لنحياها..وطن..
مذيع يناقش موضوع ضرب الطفل..
أطفالنا باتوا براعم نشوه حياتها قبل أن تعي للحياة..
لنحولهم وبكل بساطة للنسخ المشوهة ذاتها عنا..
وإن كنت (مسلم)!!!
فالشعور غني عن التعريف حين أقول لك:
قد(حددوا) - كما كل شؤون حياتنا- موعدا لهدم الأقصى..
ونحن ما نحن عليه..
عالم محصور فينا..
وحكام (يلهثون)
كالكلاب..
طامحين لشرب السلم من أحذية وحوش القرن الحادي والعشرين
إيمان ريان